أثنـاء حلـولي مـؤخـرا بـأحفيـر، تعـرفت، لأول مـرة عن كثـب، على نـادي الكـرة الحديديـة
أثنـاء حـلولي مؤخـرا بأحفيـر، تعـرفت، لأول مـرة عن كثـب، على نـادي الكـرة الحديديـة المتـواجد بجـانب سـوق الخضـر.
لقـد اكتشفـت مكانـا جميـلا حقـا ببساطتـه وسكـونه وموقعـه عند مفتـرق الطـرق المـؤديـة إلى وجـدة، أبركـان، السعيديـة وتاغجيـرت.
إنـه لفضـاء فسيـح بمساحتـه، مريـح بأشجـاره ذات الظـل الممـدود، وصـحي بالهـدوء الذي يخيـم عليـه والهـواء النـقي الذي يشمـله.
وقـد ازداد حسنـا ورونقـا ببنـاية المقـهى التي تنتصـب في أحسـن صـورة وأفضـل موضـع وأبـهى شكـل.
وأخيـرا، وعلى الخصـوص، هنـاك المساحـات المتراميـة الأطـراف التي تستعمـل كمـلاعب للكـرة الحديديـة، هـذه الرياضـة التي تتطلـب تركيـزا وضبـطا ورباطـة جـأش وحسـن تدبيـر وتخطيـط وتكتيـك. وهي، خـلافـا لمـا يشـاع ويعتقـد عنـد العـامة، ريـاضـة لمختلـف الأعمـار، وليسـت صـالحـة فقـط للذيـن وهـن العظـم منهـم وبلـغـوا من الكبـر عتيـا.
وقـد كـان الفريـق على مـوعـد مع دوري نظـم بـأبركـان يـوم الأحـد 3 ينـايـر المـاضي.
ولعـل من ألـذ وأمتـع مـا وجدتـه، بهـذا النـادي، هـو لقـائي بـأصدقـاء قـدامى، بعضهـم لـم أره منـذ عـدة عقـود، مثـل الإخـوة أحمـد يـونسي والمـرابط والمـومني. وقـد اجتمعـت كـذلك بالصديقيـن بـوزيـان وجغنيـن. أمـا السي مـزاكـة، فقـد منعتـه حالتـه الصحيـة، شـافـاه اللـه، من الالتحـاق بنـا، فمـا كـان منـا إلا أن يممنـا شطـر القهـوة التي يرتـادهـا وهي على مقربـة من ملتـقى الطـرق قٌـرب حي الزيتـون. وهنـاك، وجدنـا رجـلا لـم تفـارقـه روح النكتـة وحـب الفكـاهـة والمـزاح الراقي الأصيـل.
ولقـد كـانت كـل هـذه اللقـاءات فـرصـة لاستعـادة بعـض الذكريـات العزيـزة، وتبـادل الارتسـامـات ووجهـات النظـر حـول مواضيـع شـتى، كـل ذلـك في جـو يطبعـه المـرح والمـودة والحنيـن إلى أوقـات حلـوة قـد خـلت من مـاضينـا المشتـرك.
فعـسى أن يحتفـظ هـذا النـادي برونقـه وصفـائه، ومكـانتـه كمتنفـس للنـاس، وأن يعمـل الجميـع على تطويـر مرافقـه والرفـع أكثـر فأكثـر من مستـوى جمـاليتـه. فـإن في ذلـك كـل الخيـر لشـأن المدينـة وسمعـة أهلهـا.
بـقـــلم : عمـرو بالحسـن
الـقنيـطـرة - 15 01 2010